في ختام معرض المدى للكتاب..زائرون يصفون المدى بالنافذة التي تطل على العالم

في ختام معرض المدى للكتاب..زائرون يصفون المدى بالنافذة التي تطل على العالم

  • 984
  • 2011/01/29 12:00:00 ص
  • 0

<div dir="rtl">تغطية: نوزت شمدين اختتم في اربيل يوم الأربعاء الماضي معرض المدى للكتاب، الذي استضافته جامعة صلاح الدين في مكتبتها المركزية من 19/1 لغاية 26/1/2011، وقد وصف زائرون في اليوم الختامي المعرض بانه ناجح وأن بعضهم تردد عليه مرتين او ثلاث مرات، حتى بالنسبة لغير المنتسبين لجامعة صلاح الدين او طلابها، وانما أيضاً مواطنين قدموا من مختلف مناطق اربيل، من محافظات أخرى قريبة مثل كركوك ودهوك والموصل.<br /> <br /> أكثر من خمسة آلاف عنوان اشتمل عليه معرض المدى، توزعت بين العلمي والسياسي والاقتصادي والأدبي والتاريخي والديني، صادرة إضافة الى مؤسسة المدى عن سبع عشرة داراً عربية وانكليزية وكردية، هذا ما قاله الإداري في المعرض نوزاد صابر، مشيرا الى ان الإقبال كان جيداً جداً، ولم يقتصر على الكتاب الكردي فقط، وانما العربي والانكليزي وفي شتى المجالات، وقال بان أساتذة جامعة صلاح الدين وطلابها كانوا من اكثر الزوار شراءً للكتب، بسبب ان المعرض في ضيافة جامعتهم، والعناوين بشكل عام كانت ملبية لهم، مستفيدين كذلك من الخصم الممنوح في المعرض والذي بلغ(25%). محمد جاسم الطائي، صاحب مكتبة النور للتنمية والابداع الفكري (مقرها في مدينة الموصل )، كان أحد المشاركين في معرض المدى، وقال بأنها المشاركة الثانية في معرض المدى المحلي، وله أربع مشاركات في معرض المدى الدولي للكتاب، وانه اشترك بعدد كبير من العناوين تعلق بعضها بالتنمية البشريوالبرمجة اللغوية العصبية، وهي من دور نشر عديدة مثل مكتبة جرير من المملكة العربية السعودية، وشركة الابداع الفكري من دولة الكويت، ودار الفكر ودار القلم من سوريا، ودار ابن حزم من لبنان، وبين محمد بان الكومبيوتر أصبح شيئا لايمكن الاستغناء عنه، لذا فان الأقراص (سي يدي)، لها حصة أيضا من معروضات مكتبته في المعرض، واغلبها يتعلق بنفس اختصاص الكتب التي يعرضها، وهي بنسخ اصلية غير مقلدة. الطائي ذكر بان الإقبال على المعرض كان جيداً طوال أيامه، وقد تركز على جميع المجالات، كالكتب الأدبية رواية وشعراً وغيرها، وكذلك العلمية طبية وهندية وبرمجية، وبمختلف اللغات العربية والكردية والانكليزية، وبالنسبة للخصومات على أسعار الكتب، قال محمد بأنه ومن خلال المشاركات الست مع المدى في المعارض التي تقيمها، وجد بان الخصومات حقيقية مئة في المئة، فاذا كانت الجهة المنظمة تفعل هذا بكل شفافية ومصداقية، فمن المؤكد بان باقي المشاركين سيفعلون نفس الأمر، وأوضح انه شارك في معرض للكتاب أقيم في أحدى دول الجوار قبل فترة، ووجد أنهم يضعون سعراً أعلى من المقرر على كل عنوان، ثم يضعون خصما عليه يعادل ما رفع من السعر، اي ان لديهم قائمتان بالأسعار، إحداها خاصة بمعروضاتها عبر منافذها، والقائمة الأخرى خاصة بالمعارض التي يشتركون فيها، &quot;وهذا ما لا يحدث هنا أبداً، ولهذا نجد ان أي دار نشر تشارك في معرض المدى تسارع للمشاركة في المرة التالية، بل وتأتي دور أخرى للمشاركة للمرة الاولى بناء على ما وصل الى علمها من المصداقية وحسن التعامل&quot;. المدى سألت محمد عن رأيه حول معارض الكتاب التي تقام في اربيل، وتشارك فيها دور نشر عربية بعناوين عربية، والمدينة أصلاً تتحدث لغة اخرى هي الكردية، فاجاب بأن هذا الامر لازم تفكيره قبل مشاركته الأولى في معرض المدى الدولي للكتاب، وتوقع حينه ان الكتاب العربي لن يجد سوقا في اربيل، لكن مشاركته الاولى ابهرته، واظهرت له ان بعض الكتب العربية صعبة البيع في مدينة الموصل او غيرها من المدن الاخرى ذي الغالبية العربية، تباع في اربيل وبشكل لافت، وانتبه محمد الى أمر آخر وهو ان المثقف في اربيل يعرف كيف يختار كتابه بدقة كبيرة، وهو دليل على وجود وعي عميق، وحب للكتاب بشكل خاص والثقافة عموماً. صباح توما يوسف المشرف على جناح الجمعية الدولية للكتاب المقدس التي اشتركت بألف عنوان في المعرض، شكر المدى على الفرصة التي أتاحتها، وقال بان المشاركة تمثل فرحة لكلا طرفي المعادلة دار النشر والمتلقي او الزائر، والاخير كان محروما من ذلك اعوماً طويلة، وقال بان هذا المعرض هو الخامس الذي تشترك فيه الجمعية باستضافة من المدى في اربيل، وانه يلمس من هذه المؤسسة ومن من خلال الخدمة التي تقدمها بطيب خاطر، انها تهدف الى بناء إنسان عراقي جديد مثقف، بلا خوف او احتكارات فكرية، وتمنى ان لا تتباعد فترات إقامة المعارض، وان يقام العديد منها وفي مختلف المناطق خلال نفس العام، وان يشترك الإعلام المكتوب او المرئي والمسموع في الترويج للمعارض، وإبراز أهميتها للمجتمع الذي يحتاج دائماً الى مؤشر يوجهه، أو في الاقل يدله على الامكنه التي تخدمه وتنميه وتعزز وعيه، لان الكتاب حرية، وتقبل للآخر قبل ان يكون مصدراً للثقافة، والكتاب هو اداة لنقل الفكرة، والكثير من الكتب لم تصل الى شعوبنا، لأسباب عديدة في العقود السابقة، لكن الفرصة سانحة الآن، والجهود تبذل في هذا الصدد. وأشار صباح إلى انه رصد حالة آلمته، وهي ان طلاباً من جامعة صلاح الدين، كانوا يقلبون الكتب، ويحرصون على الاستعلام بشان الاسعار، لان الكثير منهم لايملكون ثمن الكتاب حتى وان كان بسعر زهيد، وتمنى لو ان الجامعة تقتني اكبر عدد من الكتب، وتضعها متاحةً للاستعارة في مكتباتها للطلاب غير القادرين على الشراء. وعن أسعار الكتب، ذكر صباح بان الجمعية تضع اقل الاسعار على الكتب، لكي يكون بمتناول الجميع، وانه وجد في باقي الاجنحة ان الاسعار مناسبة سيما وأن هناك خصومات تصل الى الربع تقريبا، المعرض احتل الطابق الأول من المكتبة المركزية، وبدت خبرة مؤسسة المدى واضحة تماماً من خلال النسق الذي وزعت فيه الكتب، هذا ما أشار إليه شيرزاد صديق الطالب في كلية التربية بجامعة صلاح الدين، قال وهو يمسك قاموسا كبيرا : &quot;ارتبط اسم المدى بمعارض الكتاب، وأنا شخصياً أحرص على حضور معرضها السنوي في شهر نيسان من كل عام في بارك سامي عبد الرحمن في مدخل محافظة اربيل الغربي&quot;. وأضاف شيرزاد: &quot; هذا النوع من المعارض يثري المكتبة المنزلية وحتى الجامعية، كانت الكتب في سنوات سابقة تستنسخ وتباع لأن الكتاب الاصلي كان يصل بصعوبة والكثير من العناوين لم تكن تصل اصلاً، لكن بفضل مؤسسة كالمدى فان الكتب الصادرة عن مئات من دور النشر باتت تصل بكل سهولة ويسر وبطبعات اصلية، لذا فأنا أشكر المدى، وأتمنى أن يكون لدينا اكثر من مؤسسة تعنى بهذا الجانب مستقبلاً&quot;. في الجناح المخصص للكتاب القانوني كان مسعود فقي سليم يقلب مجلداً ضخما( أصول مهنة المحاماة، أوراق المحامي)لمؤلفه عبد الوهاب علي سويد، قال وهو يضع الكتاب في كيس كبير يحمل علامة المدى: لن تجد مثل هذا الكتاب في المكتبات الخارجية، انه مهم بالنسبة إلي وكذلك لغيري من المحامين، ومن هنا يأتي امتياز إقامة مثل هكذا معارض، لن اضطر الى استعارة هذا الكتاب من المكتبة المركزية ان وجد او من عند زميل، أو البحث عنه في الانترنيت، انه هنا بين يدي، وحتى انني اجد سعره معقولاً مع مبلغ الخصم الممنوح. المدرس نجم الدين فقي علي من اربيل(مدرسة هلبون)، شكا ارتفاع أسعار بعض الكتب، حتى في ظل وجود خصم عليها، وذكر بان ذلك يتعلق ربما بدار النشر وجودة الطباعة وغيرها من الامور التي تزيد من التكلفة، مع ذلك أكد انه وعدداً من زملائه التدريسيين لايفوتون فرصة حضور أي معرض، ويسارعون الى اقتناء ما يحتاجون اليه من الكتب، خصوصا تلك التي يصعب الحصول عليها من المكتبات في الاسواق، او التي لايجدونها في المكتبات العامة. (الف باء الطبخ) مجلد جذبته ربة البيت ام هلات من أحد الرفوف، كانت سعيدة بانها ستغيّر من شكل مائدتها بمساعدة الكتاب، وقالت بانها ستبحث عن كتاب ديني قبل ان تعود الى منزلها جنوبي اربيل، مشيرةً الى ان جارة لها ابلغتها قبل ايام بالمعرض، ومثلها كثيرات زرن المعرض طوال ايامه السبع، ولهذا اقترحت احداهن وهي السيدة شلير، أن يحمل المعرض صفة الدوام، لكي تتاح الفرصة امام الجميع، لانها على علم بأخريات اردن حضور المعرض لكن لظروف معينة لم يكن ليتوافق ذلك مع الوقت القصير للمعرض. المهندس المتقاعد مردان عبد الله، وصف معارض المدى بانها كرنفالات، وقال بان &quot;المعرض فرصة طيبة للقاء، ودخول حديقة غناء بالمعرفة، وشكر المدى لأنها تجمع العالم كله في اربيل مرة او مرتين في السنة، لان الكتب ودور النشر تأتي من أفريقيا وآسيا و أوروبا وأمريكا، بمختلف الأفكار والتخصصات، كما ان الزائر للمعارض يستفيد عادة من الخصم في السعر، وهذا يمنح المرء فرصة في شراء كتابين بدلا من واحد وهكذا، هذا كله دون رقابة او خطوط حمر، وهذا مؤشر أيضا إلى أن إقليم كردستان يتعامل بطريقة حضارية مع الكتاب، لانه لا يمنعه، ولم اسمع أن من الكتب منعت في اي معرض من المعارض التي تقام هنا، حتى وان لم تكن تتوافق مع النظام السياسي، وحتى الشعبي، وطبعاً هذا أمر لا يحدث في مكان آخر، في الأقل في البلدان التي تحيطنا&quot;. الكاتب والصحفي العراقي حمزة الاعرجي قال بان هذا المعرض بروفة لمعرض اربيل الدولي للكتاب، وبالرغم من اغلبية العناوين المعروضة التي كان قد شاهدها في معرض اربيل السابق الا ان هناك اخرى جديدة، استطاع الحصول على بعضها، وسينتظر شهر نيسان المقبل بفارغ الصبر من اجل المعرض الدولي. بينما أبدت التلميذة الابتدائية روباك محسن سعادة غامرة لانها استطاعت الحصول على عدة كتب مصورة للأطفال، امها ذكرت بان روباك ومنذ عدة ايام تطلب منها الذهاب الى معرض الكتاب، والقصة، انهم كانوا يستقلون سيارة مرت بهم من امام المكتبة المركزية، فسألت البنت أمها عن اللافتة الكبيرة التي بها صور كتب، فاجابتها امها انه معرض المدى للكتاب، فردت روباك &quot; ( يعني هناك قصص مصورة، وصور باربي، وريحانة .. !!). الكتاب الالكتروني كان قد اخذ حيزاً من المعرض، وقد أشتمل على الديني وبرامج الحاسوب واللغة والتاريخ وادارة الاعمال وغيرها، مجموعة من الشباب وصلوا قبل ساعة تقريباً من انتهاء الدوام الرسمي، وانتهاء المعرض بشكل عام، كان بينهم فرهاد مجيد(17 عاماً)، اعتبر نفسه محظوظاً لانه وجد في المعرض نسخاً أصلية من برامج خاصة بالحاسوب كان يفتش عنها منذ فترة، وتحدث كيف انه قطع مسافة طويلة قبل ان يصل الى المعرض، وانه علم به من خلال احد اقربائه، وذكر فرهاد ملاحظة أرادها ان تصل الى القائمين على معرض المدى، وهي ان المعرض لايعلن عنه في وسائل الإعلام، ولم يجد لافته بهذا الخصوص في اي مكان آخر سوى الجدار الخارجي للمكتبة المركزية. الأمطار الغزيرة التي كانت تهطل يوم الأربعاء في اربيل، لم تمنع وصول الزائرين الى المعرض، الذين توافدوا حتى الساعة الرابعة عصراً، وكان بينهم من يعتقد بانه سيتسمر اياماً أخر، وطالبوا بذلك، وكان العاملون في مكتب المدى في اربيل، يؤكدون للجميع، أن مقر المكتب في شارع برايتي هو عبارة عن معرض دائم، ويمكن لمحبي الكتاب ان يجدوا دائما ضالتهم هناك&nbsp;</div>

أعلى