أربيل – المدى
اقام معرض أربيل الدولي للكتاب، في يومه التاسع ندوة تحت عنوان «استذكار الفنان جعفر حسن»، شارك الحديث فيها، أ.رانيا جعفر حسن، أ.برهان الجزائري، أ.حسن شاكر عزيز، وادار الجلسة حسين رشيد.
بدأت الجلسة بتقديم كلمة من قبل ميسر الجلسة، حسين رشيد، ذكر خلالها انه «في هذه الجلسة التي يتم فيها استذكار الفنان جعفر حسن، حتما ستكون من الجلسات التي تترك اثرا في الذاكرة، وتحرك المشاعر والاحاسيس في فقدان هذه القامة الشجاعة والمناضلة التي وقفت بوجه الدكتاتورية والنظام السابق، لأجل تحقيق آمال الشعب العراقي”.
ويذكر رشيد ان “الراحل جعفر حسن، كان حريصا على المشاركة في اخر دورة لمعرض أربيل الدولي للكتاب، قبل 3 سنوات، حرصا جعله يحضر بشكل يومي على مدار جميع الأيام، وإذا ما لم يستطع الحضور صباحا فانه يحضر مساء، ويلاحظ اثر وجوده بما يترك من انطباع في احاديثه مع الشباب إضافة الى مداخلاته الغنية خلال الجلسات والندوات المقامة”.
وعندما طلب من شهرزاد ان تقدم نبذة مختصرة عن الراحل جعفر حسن، قالت بغصة انه “لا يمكن ان يلخص جعفر حسن في نبذه واحدة، فالحديث عنه يطول إذا ما بدأنا به”، مشيرة الى انها تجمعها علاقة به لمدى أكثر من 47 عاما وعاشت معه أياما بعضها حلو وبعضها مر.
وتتابع حديثها عن الفنان الراحل، ذاكرة انه “بدأ مسيرته بوقت مبكر في جانبيها الفني والسياسي، فالأخير بدأ رحلته فيه منذ عامه الـ15 اما الأول فبدأ بعزف الناي منذ ان كان بعمر الـ5 سنوات».
وتؤكد ان الراحل كان مؤمنا بالفكر الانساني العظيم مما جعله يسخّر فنه بكل اعماله، من ضمنها الأغاني التي كان يقدمها وينقلها الى المهرجانات العالمية التي كان مشاركا فيها، وبدورها تعتبره رائدا للأغنية السياسية، معبرة عن فخرها بوصفه الرائد.
وتضيف ان الراحل “ساهم بتحويل الاغنية السياسية من ايقاعها الحزين الى ايقاع فرح يجعل الناس فرحين بما تقدم من أفكار ومبادئ تؤثر فيهم وترتبط بحياتهم»، مشيرة الى انه “استخدم السهل الممتنع وهو اول شخص استخدم هذا الأسلوب عالميا”.
انتقل الحديث بعدها الى ا.برهان الجزائري، الذي يقول انه “الفترة التي ظهر فيها جعفر حسن كشخصية ثورية، وانطلقت أولى خطواته في مدينة خانقين، ثم ساهم العديد من الأساتذة ببلورة امكانياته وصقلها، اذ علموه العزف وبقية الأشياء المرتبطة بالفن، ثم انطلق بعدها بخطوات ذاتية نحو النجاح، اذ ان النجاح يخلق نجاحا اخر”.
ويبين ان الخطوات التي كان يسيرها الراحل جعفر حسن، خطوات متسلسلة وهي نتاج حركات وطنية التي امتدت في العراق واثرت على جميع المدن العراقية.
ويعتبر ان استخدام الاغنية السياسية يمثل محورا جميلا لبداية ظهور الاغنية السياسية في العراق، كونها امتلكت التحدي والإصرار والمعارضة.
وبدوره يقول أ.حسن شاكر عزيز، انه كان يسمع أغاني جعفر حسن مع بقية اقرانه، وهم في مرحلة المراهقة، وبحسبه فانهم وجدوها طورا غنائيا مختلفا يملك سمات إنسانية عظيمة، حيث مثلا تناول العمال في العديد من اغانيه مثل «مساهرين» و»عمي يابو الجاكوك»، وغنى أيضا للطفل والمرأة.
ويجد ان تجربة الراحل جعفر حسن، تمتلك خصوصية كبيرة جدا تتمثل في الدور التضامني والاممي عبر الأغاني التي القاها، حيث غنى في العديد من المؤتمرات منها مؤتمر اتحاد الشبيبة الديمقراطي في موسكو ولبنان ومؤتمر في بيروت بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيس الحزب الشيوعي اللبناني، وفي جميع هذه المحافل حرص على ان يلقي أغانيه وغنى أيضا اغاني فيها تحية للشعب اللبناني”.
وعن تجربة مميزة أخرى يذكر انه ساهم في تأسيس فرقة اتحاد الشبيبة الديمقراطي اليمني في عدن، واختار العازفين وبقية الطاقم بنفسه وعمل على تدريبهم، وقدمت هذه الفرقة الكثير من الأغاني التي لا يزال الشعب اليمني يتغنى بها ولا يزالون ينقلوها في المحافل العالمية.