أربيل / المدى
شهد معرض أربيل الدولي للكتاب، توقيع كتاب «في علم اجتماع الحياة العامة»، وأقيمت جلسة حوارية بخصوصه، تحدثت فيها مؤلفة الكتاب، د.لاهاي عبد الحسين، وحاورها الروائي العراقي، علي بدر.
بدأ علي البدر بالقاء مقدمة عن موضوع الجلسة قال فيها «من اين نبدأ في علم الاجتماع وأين ننتهي؟، نبدأ من قراءة السلوك الاجتماعي من الجوانب الثقافية المرتبطة بالتجمع، ام من الجريمة، الانحراف، الطلاق، الدين، العلمانية، الجنس، الادب، السياسة، السكانية، من الرقابة على الانترنيت، وأين ننتهي؟ مع طرقه التجريبية والنقدية؟، ام ننتهي بفكره وتحليله النقدي وتحليلاته الموسعة وتحليلاته للشخصية؟».
ثم تدرج بالتعريف عن عالمة الاجتماع، لاهاي عبد الحسين، وذكر انها درست السوسيولوجيا في جامعة بغداد واكملت الماجستير والدكتوراه في جامعة ولاية يوتا، ودرست التنظيم الاجتماعي والسكان وأصدرت العديد من الأبحاث والدراسات منها «الملامح الاجتماعية في اعمال عدد مختار من فلاسفة العرب المسلمين» وكتاب «من الادب الى العلم» وغيرها الكثير.
وبدوره طرح لها سؤالا مضمونه «هل هناك حمل ثقيل لعالم الاجتماع في العراق خاصة بعد إنجازات علي الوردي والاخرين؟، وهل علم الاجتماع في العراق بخير ويواكب التطور، ام هو جامد؟».
تجيب عبد الحسين عن ذلك مشيرة الى ان «جميع الأسئلة التي طرحت، استطعت ان احتضن اجابتها في الكتاب الذي تم توقيعه في محفل معرض العراق الدولي للكتاب».
تتابع الإجابة موضحة انه «يوجد فرق بين علم الاجتماع المهني وعلم الاجتماع الموجود في هذا الكتاب والذي يعتبر فرعا من فروع علم الاجتماع، اذ ان علم اجتماع الحياة العامة يعتبر أحدث من علم الاجتماع العادي ويتناول العديد من القضايا التي تم التطرق اليها».
وتجد عبد الحسين ان «علم الاجتماع التقليدي، المهني او الرسمي الذي يدرّس اليوم في الجامعات والمعاهد، توجه له العديد من النقد، من ناحية الطريقة التي يدرّس بها»، وتعزو سبب ذلك النقد إلى «كونه في العادة يتم التركيز على قضايا معينة، كالنظام الاجتماعي، السياسة، الاستقرار، التغير، الفرد، الدين، العلاقة بين الفرد والمجتمع، حيث ابتعد الاجتماعيون عن القضايا التي تهم الناس وتؤثر فيهم».
وترى ان «الاجتماع التقليدي ينتظر بعض الأحيان سنوات ليتحدث عن البنية الاجتماعية، او التحول الديمقراطي في العراق، حيث العملية تأخذ وقتا حتى تصل الى الوقت الذي تتحدث فيه»، ملوّحة الى انه «في علم اجتماع الحياة العامة تتم ملاحقة التطورات السريعة».
ويتحدث علم اجتماع الحياة تحديدا في كتاب عالمة الاجتماع، بحسب ما ذكرت خلال الجلسة، عن تظاهرات تشرين ومطالباتهم ومن هم؟ وماذا يريدون؟ حيث تبين انها حرصت على ملاحقة كل هذه التفاصيل، وتحسسها بشكل مباشر، باستخدام وعيها ومعلوماتها.
وتضيف ان «ما حدث في هذه الانتفاضة سلط الضوء على فشل المؤسسات الحاكمة من سياسية ودينية وعشائرية، اذ حاجج هؤلاء الشباب الجميع عندما خرجوا دون استثناء»، لافتة الى ان الاجتماعي الجيد هو الوحيد الذي يستطيع ان يتابع احاسيس الناس وما يهمهم.
وتستدرك بالقول ان «الكتاب جمع قضايا كثيرة من هذا النوع، والتي تهم الناس وتؤثر فيهم، منها قدمت مفهوما جديدا يتمحور حول العلاقة بين الدولة والمجتمع، وكيف تستخدم الدولة أساليب ملتوية مع المجتمع في الوقت ذاته يستمر الأخير بالضغط باتجاهها».