عن دور المرأة في تشكيل الوعي الثقافي والأخلاقي

عن دور المرأة في تشكيل الوعي الثقافي والأخلاقي

  • 239
  • 2023/03/19 12:18:10 ص
  • 0

 بخشان زنكنة: تشريع قانون العنف الأسري يعتبر انتصارا للمرأة في الإقليم

 خانزاد سعدي: كان للمرأة دور أساسي بتشكيل الوعي في كل العصور

 أربيل – المدى

تخلل اليوم السابع من معرض أربيل الدولي للكتاب، ندوة تحت عنوان "المرأة ودورها في تشكيل الوعي الثقافي والأخلاقي"، شارك الحديث فيها كل من د.لاهاي عبد الحسين، وهي مختصة في علم الاجتماع\ التنظيم الاجتماعي و أ.بخشان زنكنة، بإدارة من قبل خانزاد سعدي، وهي امين عام للمجلس الأعلى لحقوق المرأة، وعضو في مجلس النواب بدورته الثانية، وقيادية في الحزب الشيوعي الكردستاني.

وعبرت الضيفة، بخشان زنكنة، عن سعادتها للمشاركة في هذا المحفل وان تكون ضمن المشاركين في معرض أربيل الدولي للكتاب بنسخته الـ15، وترى ان هناك تغيرات وتطورات كثيرة ميزت هذا الموسم عن سابقاته، وهذه يعبر عن السعادة، بحسب وصفها.

وبالحديث عن وضع المرأة في عموم العراق، تذكر زنكنة، ان "وضع المرأة في عموم محافظات العراق امتداد لوضعها في كردستان، اذ نسمع ان هناك الكثير من المشاكل الاجتماعية المؤثرة على المرأة والعديد من قضايا العنف والجريمة"، مشيرة الى "عدم وجود فروق نوعية بين الجانبين، الاختلاف الوحيد هو وجود تطور عمراني يفتخر به في كردستان العراق، لكن هو وضع المرأة هو ذاته في الجانبين".

وتبين عن سعادتها بخطوة مجلس النواب في إقليم كردستان، بتشريع قانون العنف الاسري، ويعتبر انتصار للمرأة في الإقليم، ملوحا الى استمرار المساعي لمحاولة اقراره في مجلس النواب العراقي العام، ولايزال محفوظا في ادراج المجلس، نتيجة لوجود المقاومة من البعض، لافتة الى ان الطريق ما زال طويلا امام المرأة لتحقيق المساواة لها.

وتضيف زنكنة ان "العالم يكتشف المرأة ويعيد اكتشافها بشكل مستمر، فالنشاط اليوم الذي يحتضنه معرض أربيل الدولي للكتاب هو جزء من العديد من الأنشطة التي تقام في العالم، وتكاد ان تكون الدراسات النسوية في هذه المجال هي الانشط في المؤسسات الاكاديمية".

وتجيب عن سؤال الذي تمحورت حوله الندوة قائلة انه "من وجهة نظر سكانية، فأن عدد النساء في العراق يشكل النسبة الأكبر والاضخم، وبحسب الاحصائيات الرسمية فانه يزيد عن نسب الرجال، وهذ يعتبر عاملا إيجابيا لان تحقق المرأة تأثير مهم لصياغة القوانين والتأثير في الحياة العامة، وتحقيق منجزات لها، لكن للأسف نجد ان هناك تخلفا كبيرا في مستويات عديدة"، وتعزو سبب ذلك ان "كتل النساء هي كتل مخترقة ومعرضة للتشتت، ناتج عن صدى الحياة السياسية ووجود الطائفية والعرقية، التي اثرت في حياة المرأة".

وتلفت بحديثها الى خطا شائع من منظورها، يتمثل بالاعتقاد ان الوعي النسوي ينحصر في الناشطات والنسويات فقط، لكنه في الحقيقة يكمن في ان يكون لدينا ايما بالتغير والمساواة النسبية بين الرجال والنساء.

وتؤكد ان المرأة تفكر وتكتب وتدير الأمور بطرق مختلفة، بالتالي دعمها ومساندتها وتوفير بيئة آمنة لها، سيساهم في استجلاب وجهات نظر أخرى لها مردود إيجابي للمجتمع.

انتقل الحديث لخانزاد سعدي، الذي أيضا عبرت في بدأ حديثها عن مدى سعادتها بالحديث في هذا المحفل بجوار عالمة الاجتماع، بخشان زنكنة.

تذكر سعدي ان "دور المرأة في تشكيل الوعي، يجعلنا ننظر الى تاريخها منذ عصور، ويجعلنا نأخذ الحديث اليوم الى غير زوايا".

وكان للمرأة دور أساسي في تشكيل الوعي بكل العصور، ففي تلك العصور التي هزمت فيها المرأة تاريخيا وتم ابعادها عن الفعاليات والمحافل، وحصرها فيما يطلق عليه المنزل اليوم، لرعاية الأطفال والرجال وشؤون الاخرين، ومنذ ذلك الوقت اخذت على عاتقها مواجهة أمور جاهلة فيها ولا تدركها، جديدة بالنسبة لها لكنها اجبرت على التعامل معها، الى ان أصبح نمط لها، بحسب ما بينت السعدي.

وتسترسل في حديثها ان "المرأة احتاجت الى وسائل للتواصل قد يكونون الأطفال وبقية الفئات الماكثين حولها، ما خلق لها دور اجباري في التعامل، واثراء اللغة"، مشيرة الى ان "المرأة في تلك العصور اضطرت أيضا الى استعمال خيالها، ونسج قصص وحكايات وصلت الينا اليوم، عبر الجدات وبقية النساء".

وتعتقد ان المرأة "تستطيع ان تعمل في كافة المجالات، السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، لكن الامر ليس سهلا ويكاد ان يكون صعبا جدا، وما تخوضه المرأة من تحديات تفوق اضعاف تحديات الرجال بذات الموقع".

وترى ان هناك "أوجه تشابه كثيرة بين المرأة في كردستان وبقية المحافظات العراقية، كالشراكة في الثقافة العامة"، ورغم الى انها اشارت الى وجود تطور في وضع المرأة في كردستان العراق، من ناحية وجود قوانين تنبذ العنف وتضمن حقوقها مثل تعديل قانون الأحوال الشخصية وتشريع قانون العنف الاسري، لكنها بذات الوقت تضامنت مع رأي العالمة الاجتماعية بقولها انه لا يزال امام المرأة طريق طويل لتحقق المساواة.

أعلى