غذاء الجسد.. يُكمل ألق معرض أربيل الدولي للكتاب بطعم ثقافي

غذاء الجسد.. يُكمل ألق معرض أربيل الدولي للكتاب بطعم ثقافي

  • 170
  • 2024/04/17 11:02:59 م
  • 0

بغداد/ المدى

رائحة القهوة والشاي العراقي التي تمتزج برائحة الورق هنا في معرض الكتاب الذي يتوافد اليه الالاف من الزوار يوميا، وفي هذه الزوايا من المعرض يرتاح الزائر الكندي ألن بعدما أمضى ساعات وهو يتجول بين المكتبات، مقلبا عناوين الكتب "وجود هذه الاماكن جعل يومي اكثر اشراقا"، هذا ما قاله كلما سكت قليلا ليرتشف القهوة التي كانت امامه ويكمل "هنا مكان للاستراحة ومناقشة بعض الافكار مع الاخرين وحتى عناوين الكتب التي فاتني الانتباه لها".

بشعر اشيب وبخطوات اثقلها العمر يسير الدكتور محيميد الجبوري وبيده اقل من مجموعة من الكتب التي ثقلها اثقل خطواته وجعله يشعر بالتعب، في النهاية وجد كرسيا استطاع الجلوس عليه واضعا كتبه التي يحملها امامه، وأثناء حديثي معه فاذا بزائر اخر يطلب منه رخصة الجلوس على نفس الطاولة "كل الاماكن مشغولة، هل يمكن ان اشاركك الجلوس والاستراحة؟"، هز الدكتور محيميد رأسه مشيرا بموافقته على مشاركته المكان الذي سرعان ما تحول الى جلسة تسللت اليها النقاشات حيث قالوا "هنا كأننا نعرف بعضنا منذ زمن، نحمل الشغف نفسه، بثقافات مختلفة لنتعرف عليها بهذه المطاعم والمقاهي".

الدكتور محيميد ناقش وصديقه الجديد بعد ان اخترقته اصوات ضحكات الأطفال، فليس ببعيد عنهم تجلس راسيل على تلك الطاولة الصغيرة برفقة ابنها الصغير الذي لم يتجاوز الثلاثة أعوام، وهي تتناول القليل من الطعام بعد ساعات طويلة قضتها في المعرض، حيث قالت: "وجود المطعم هنا يلبي حاجتي ويجعلني اقضي وقتا اكثر في المعرض"، راسيل ترى ان هذه الاماكن هي فضاءات مريحة للقراءة، وتجربة فريدة من الاسترخاء بعد ساعات من التجوال بين المكتبات ودور النشر في تجربة تعليمية تثقيفية تعتبرها مهمة لها ولابنها الصغير "هذه المساحات تعطي طفلي المتعة في التعلم وتبعد عنه الملل".

بعض من زوار المعرض الذين التقينا بهم يرون ان تواجد مثل هذه الاماكن امر اساسي ليلبي حاجات الزوار الاساسية من طعام وشراب، ويعزز تجربة الشباب داخل معرض الكتاب، ليعطيهم ما يحتاجونه لقضاء وقت اكثر للتجوال بين عناوين الكتب، وهي فرصة ايضا للتعرف على التنوع الثقافي للمأكولات والمشروبات، بينما يراها الدكتور محيميد "مرآة لثقافة البلد امام زوار البلدان الاخرى".

اران محمد هو الاخر، ولعشقه للكتاب والعناوين اثر في نفسه البقاء طيلة أيام المعرض القادمة، "نشكر اللجنة المنظمة لتوفير كل ما نحتاجه من متطلبات الطعام والشراب داخل المعرض"، هذا ما قاله عندما وجدناه يطلب وجبة الغداء من احد المطاعم، حيث اكد انه "في هذا الصرح الثقافي هناك اهم حاجتين تجعلان استمتاعي باشده، فغذاء الجسد وغذاء الفكر يحوطاني من كل الاتجاهات"، فيما بين ان "كلا الجوعين قد انهاهما هذا المعرض الذي نظم بطريقة رائعة ليرضي جميع الزائرين".

حبيب هاشم الذي قدم للمعرض من محافظة كركوك يتلقف بعينين واسعتين كل زوايا المعرض وتفاصيله، تشده الالاف من العناوين التي انتشرت كأنها لوحة فنية رسمتها انامل القائمين على المعرض، كتب ودور نشر وزائرين "الجميع سعيد"؛ هذا ما قاله حبيب كلما التفت نحو هالات السعادة التي تراود زوار المعرض، ومع كل تلك السعادة وجد ما يفضله أيضا وهو في خضم هذا المشهد الثقافي المتلألئ، مكان كان قد صنعته مخيلته كلما أراد الهروب من زحمة الحياة وفعل ما تحبه نفسه، جلس على احد طاولات المقهى ثم طلب قهوته المفضلة وبدأ بقراءة احد الكتب الذي اشتراه من احدى دور النشر المتواجدة في المعرض، ليختم حديثه معنا ويقول "ها انا اشرب قهوتي المفضلة ولكن هذه المرة في أحضان العناوين".

أعلى